تسلل ارهابي ايراني مرعب في العراق! ويل للمنطقة من الشرور والاثام المستقبلية الخطيرة لأن الصراع في الشرق الاوسط اتسعت مساحاته بعد ستة أعوام على إسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام حسين في العراق وقيام أوضاع عراقية جديدة لم تحسم كينونتها النهائية بعد رغم أكداس الجثث المحترقة و أنهار الدم العبيط التي غطت العراق من أقصاه إلى اقصاه هل يمكن القول ان العراق يسير فعلا في "سكة السلامة"? أو أن القاطرة العراقية باتت ترسو بإطمئنان في محطات الهدوء و الإطمئنان و الإنصراف إلى بناء المستقبل ? أم أن التجاذبات و حملات الإستقطاب و صراع الإرادات الدولية و الإقليمية لم يزلا سيدا الموقف في وضع عراقي متعثر يفتقد للإطمئنان و تاهت فيه كل صمامات الأمان , و تم إختراق نسيجه السياسي الداخلي و أمنه الوطني و القومي ليس من القوى و المصالح الدولية التي لم تكن غائبة يوما ما عن الشأن العراقي و حتى العربي بل من أخطر تحد ستراتيجي وهو الإختراق الإيراني الكبير الذي سمحت الولايات المتحدة له بالتمدد طوليا و عرضيا في المجتمع و الدولة العراقية و تحت نظر و بصر و متابعة قوات التحالف بريطانية كانت أم أميركية ? خصوصا و إن القوى المركزية التي إعتمد عليها التحالف الغربي في إنجاز عملية التغيير في العراق كانت و لا زالت قوى معروفة بإرتباطاتها الجنينية بالمصالح الإيرانية! كما أن تلك القوى لا تخفي أو حتى تحاول إخفاء تلك الحقيقة البدهية المعروفة,فإنهيار ديكتاتورية الحزب و الفرد الصنم الواحد في العراق قد إقترنت للأسف بسيادة الفوضى و تسلل قوى الظلام و إتاحة المجال بالتالي للنظام الإيراني المتربص بأن يمد مجاله الحيوي إلى العمق العراقي متسلحا بضباب المعارك و بفوضى الخلاف الداخلي و عمليات الإرهاب التكفيرية التي شاء التحالف الغربي أن يجعل العراق ساحة لها و مصيدة للفئران أيضا لإصطياد الجماعات الدينية و التكفيرية المتعصبة و لتصفية كل الحسابات المؤجلة بين حلفاء الماضي على الساحة العراقية و بدماء و أرزاق العراقيين الذين حاولوا منذ مطلع القرن الماضي تأسيس و تشييد دولة حداثية علمانية ديمقراطية فإذا ببدايات القرن الحادي و العشرين و نتيجة لحماقات و هزائم و إخفاقات الديكتاتورية البعثية المندرسة يعودون الى عصر الفتنة الكبرى و حيث القبائل التي تطحن قبائلا! و حيث تتصارع الملل و النحل و المذاهب على الوهم تاركين المجال للمتربصين بدس سمومهم و حشر أنوفهم و تشتيت العمل الوطني العراقي و تخريب الوحدة الوطنية الجامعة المانعة عبر التركيز على أساطير الماضي و خرافاته و صراعاته المندرسة التي لا جدوى منها و لا معنى حاليا , فالنظام الإيراني قد نجح نجاحا مبهرا في التأسيس لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي المبرمج أو المفاجىء! و النظام الإيراني قد هيأ كل العوامل اللوجستية و النفسية و المادية و العسكرية للهيمنة على الساحة العراقية بشكل محكم مالم ينتبه أحرار العراق و العرب للموقف و يسارعون لوأد و قبر الفتنة الإيرانية المستقبلية المقبلة قبل أن تستفحل. وثمة حقائق و أرقام ميدانية مزعجة قائمة في العراق اليوم هي بمثابة المدعاة للقلق الكبير على مستقبل وجود العراق كدولة متماسكة في حال سحب الملاءة أو الغطاء ألأميركي في أي وقت محتمل خصوصا و أن الأميركيين قد عودونا عبر التاريخ على أن لا أمان أو إطمئنان لوعودهم و الإيرانيين خير من يعرف هذه الحقيقة الفاضحة لذلك فهم ببرودهم التاريخي و الشهيرباتوا يؤسسون القواعد و المناهج المستقبلية محاولين قطف ثمار عملهم في الوقت المناسب و وفقا للتطورات الميدانية الجارية على الأرض , فهناك في إنتظار يوم الفراغ العراقي الموعود أكثر من 57 ألف مقاتل إيراني من "فيلق القدس" للحرس الثوري بقيادة العميد عباس نوري! كما أن هناك أكثر من 3600 عنصر إستخباري إيراني , ونحو 2600 من عناصر الأمن العسكري الإيراني و أكثر من 35 ألف عنصر من الحرس الثوري بقيادة العميد مصطفى كاظمي من دون أن ننسى أو نتجاهل أن الحكومة العراقية قد منحت اطراف منها الجنسية و عن طريق التدليس و التزوير و التلاعب بالملفات أكثر من 366 ألف إيراني بالجنسية العراقية! و تلك الأرقام المذكورة ليست سوى غيض من فيض ما تمكنت أجهزة الرصد الوطنية العراقية من إحصائه و متابعته , فحجم الخراب العراقي فوق كل تصور , و ساحة الحرب التي يخوضها النظام الإيراني في العراق و التي يعتبرها حرب وقائية مقدسة تتحمل إحتمالات و مفاجآت ستراتيجية كبيرة وواسعة , كما أن الجهد الوطني العراقي المطلوب لتفكيك الخلايا و المشاريع المستقبلية الإيرانية هو بمثابة حرب تحرير حقيقية , ففي الساحة العراقية وحدها تحسم أمور و ملفات إقليمية مهمة , وحلقات الصراع المقبلة ستكون مصيرية بل مرعبة في نتائجها و إرهاصاتها , طريق المستقبل سينبثق بعد حسم الصراع في العراق , فويل للمنطقة من الشرور و الآثام المستقبلية الخطيرة , إذ أن لعبة إدارة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط و الخليج العربي قد طالت ساحات مواجهاتها , و بات العراق اليوم بين فكي الكماشة , ولكن هل ينجح الإيرانيون في فرض سيناريوهاتهم العبثية ? هذا ما ستقرره تطورات الأيام المقبلة و ملفات الصراع الداخلي المحتدمة على العمق الإيراني خصوصا , أما العراق فهو يعيش على فوهة البركان..! كاتب عراقي داود البصري dawoodalbasri@hotmail.com
تسلل ارهابي ايراني مرعب في العراق!
ويل للمنطقة من الشرور والاثام المستقبلية الخطيرة لأن الصراع في الشرق الاوسط اتسعت مساحاته
بعد ستة أعوام على إسقاط الولايات المتحدة لنظام صدام حسين في العراق وقيام أوضاع عراقية جديدة لم تحسم كينونتها النهائية بعد رغم أكداس الجثث المحترقة و أنهار الدم العبيط التي غطت العراق من أقصاه إلى اقصاه هل يمكن القول ان العراق يسير فعلا في "سكة السلامة"? أو أن القاطرة العراقية باتت ترسو بإطمئنان في محطات الهدوء و الإطمئنان و الإنصراف إلى بناء المستقبل ? أم أن التجاذبات و حملات الإستقطاب و صراع الإرادات الدولية و الإقليمية لم يزلا سيدا الموقف في وضع عراقي متعثر يفتقد للإطمئنان و تاهت فيه كل صمامات الأمان , و تم إختراق نسيجه السياسي الداخلي و أمنه الوطني و القومي ليس من القوى و المصالح الدولية التي لم تكن غائبة يوما ما عن الشأن العراقي و حتى العربي بل من أخطر تحد ستراتيجي وهو الإختراق الإيراني الكبير الذي سمحت الولايات المتحدة له بالتمدد طوليا و عرضيا في المجتمع و الدولة العراقية و تحت نظر و بصر و متابعة قوات التحالف بريطانية كانت أم أميركية ? خصوصا و إن القوى المركزية التي إعتمد عليها التحالف الغربي في إنجاز عملية التغيير في العراق كانت و لا زالت قوى معروفة بإرتباطاتها الجنينية بالمصالح الإيرانية! كما أن تلك القوى لا تخفي أو حتى تحاول إخفاء تلك الحقيقة البدهية المعروفة,فإنهيار ديكتاتورية الحزب و الفرد الصنم الواحد في العراق قد إقترنت للأسف بسيادة الفوضى و تسلل قوى الظلام و إتاحة المجال بالتالي للنظام الإيراني المتربص بأن يمد مجاله الحيوي إلى العمق العراقي متسلحا بضباب المعارك و بفوضى الخلاف الداخلي و عمليات الإرهاب التكفيرية التي شاء التحالف الغربي أن يجعل العراق ساحة لها و مصيدة للفئران أيضا لإصطياد الجماعات الدينية و التكفيرية المتعصبة و لتصفية كل الحسابات المؤجلة بين حلفاء الماضي على الساحة العراقية و بدماء و أرزاق العراقيين الذين حاولوا منذ مطلع القرن الماضي تأسيس و تشييد دولة حداثية علمانية ديمقراطية فإذا ببدايات القرن الحادي و العشرين و نتيجة لحماقات و هزائم و إخفاقات الديكتاتورية البعثية المندرسة يعودون الى عصر الفتنة الكبرى و حيث القبائل التي تطحن قبائلا! و حيث تتصارع الملل و النحل و المذاهب على الوهم تاركين المجال للمتربصين بدس سمومهم و حشر أنوفهم و تشتيت العمل الوطني العراقي و تخريب الوحدة الوطنية الجامعة المانعة عبر التركيز على أساطير الماضي و خرافاته و صراعاته المندرسة التي لا جدوى منها و لا معنى حاليا , فالنظام الإيراني قد نجح نجاحا مبهرا في التأسيس لمرحلة ما بعد الإنسحاب الأميركي المبرمج أو المفاجىء! و النظام الإيراني قد هيأ كل العوامل اللوجستية و النفسية و المادية و العسكرية للهيمنة على الساحة العراقية بشكل محكم مالم ينتبه أحرار العراق و العرب للموقف و يسارعون لوأد و قبر الفتنة الإيرانية المستقبلية المقبلة قبل أن تستفحل. وثمة حقائق و أرقام ميدانية مزعجة قائمة في العراق اليوم هي بمثابة المدعاة للقلق الكبير على مستقبل وجود العراق كدولة متماسكة في حال سحب الملاءة أو الغطاء ألأميركي في أي وقت محتمل خصوصا و أن الأميركيين قد عودونا عبر التاريخ على أن لا أمان أو إطمئنان لوعودهم و الإيرانيين خير من يعرف هذه الحقيقة الفاضحة لذلك فهم ببرودهم التاريخي و الشهيرباتوا يؤسسون القواعد و المناهج المستقبلية محاولين قطف ثمار عملهم في الوقت المناسب و وفقا للتطورات الميدانية الجارية على الأرض , فهناك في إنتظار يوم الفراغ العراقي الموعود أكثر من 57 ألف مقاتل إيراني من "فيلق القدس" للحرس الثوري بقيادة العميد عباس نوري! كما أن هناك أكثر من 3600 عنصر إستخباري إيراني , ونحو 2600 من عناصر الأمن العسكري الإيراني و أكثر من 35 ألف عنصر من الحرس الثوري بقيادة العميد مصطفى كاظمي من دون أن ننسى أو نتجاهل أن الحكومة العراقية قد منحت اطراف منها الجنسية و عن طريق التدليس و التزوير و التلاعب بالملفات أكثر من 366 ألف إيراني بالجنسية العراقية! و تلك الأرقام المذكورة ليست سوى غيض من فيض ما تمكنت أجهزة الرصد الوطنية العراقية من إحصائه و متابعته , فحجم الخراب العراقي فوق كل تصور , و ساحة الحرب التي يخوضها النظام الإيراني في العراق و التي يعتبرها حرب وقائية مقدسة تتحمل إحتمالات و مفاجآت ستراتيجية كبيرة وواسعة , كما أن الجهد الوطني العراقي المطلوب لتفكيك الخلايا و المشاريع المستقبلية الإيرانية هو بمثابة حرب تحرير حقيقية , ففي الساحة العراقية وحدها تحسم أمور و ملفات إقليمية مهمة , وحلقات الصراع المقبلة ستكون مصيرية بل مرعبة في نتائجها و إرهاصاتها , طريق المستقبل سينبثق بعد حسم الصراع في العراق , فويل للمنطقة من الشرور و الآثام المستقبلية الخطيرة , إذ أن لعبة إدارة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط و الخليج العربي قد طالت ساحات مواجهاتها , و بات العراق اليوم بين فكي الكماشة , ولكن هل ينجح الإيرانيون في فرض سيناريوهاتهم العبثية ? هذا ما ستقرره تطورات الأيام المقبلة و ملفات الصراع الداخلي المحتدمة على العمق الإيراني خصوصا , أما العراق فهو يعيش على فوهة البركان..! كاتب عراقي
داود البصري dawoodalbasri@hotmail.com