هكذا قتلوا خزعل سأحدثكم عن أمير عربي من امراء الجزيرة العربية والخليج العربي في نهاية القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين للميلاد،وهو امير ينحدر من سلالة امراء عرب حكموا امارة (الاحواز) العربية منذ زمن طويل، هذه الامارة التي تمتد مساحتها من شواطئ (فارس) الجنوبية الى محافظة ميسان (العمارة) في جنوب العراق، فالاحواز كانت امارة عربية يسكنها شعب عربي مسلم تعداده نحو سبعة ملايين نسمة. هذا الأمير كان آخر أمير عربي لهذا الشعب العربي ولهذه الامارة العربية هو المرحوم الشيخ خزعل بن الشيخ جابر بن مرداو بن كاسب الكعبي ،وسنسرد لكم جانباً من تاريخ حياته ليتبين لنا أن العربي حتى وإن غير أسلافه مذهبهم السني وتمذهبوا بالمذهب الشيعي الصفوي ، فإن ذلك لايعتق رقابهم من سيوف الصفويين الذين يكرهون العرب وإن كانوا شيعة ويكرهون السنة حتى وإن كانوا فرساً في وقت كانت المناطق العربية المحتلة الآن من إيران مناطق مستقلة (عربستان) ،ولد الشيخ خزعل في مدينة (المحمرة) عاصمة امارة الاحواز العربية عام 1862م من اسرة عربية كريمة ومن قبيلة عربية محترمة لها مكانتها العالية بين القبائل العربية وهي قبيلة (بني كعب) . وقد حفظ الشيخ خزعل القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والقراءة والكتابة العربية واصول الدين الاسلامي والنحو والصرف ومعرفة انساب العرب القديمة والحديثة بشكل عام.ويعتبر خزعل بن مرداو (يرحمه الله) أحد أمراء العرب الكبار في الخليج العربي في القرن العشرين حزما وادارة، حكم امارة الاحواز من عام 1897م الى عام 1925م وهو الحاكم الخامس من آل الكعبي لامارة الاحواز العربية، استطاع (يرحمه الله) بحنكته الخاصة ان يصبح أميرا على امارة الاحواز العربية بعد مقتل اخيه الشيخ مزعل بن مرداو، كان المرحوم خزعل بن مرداو ابرز الشخصيات السياسية العربية واكبرهم سنا بين امراء العرب في وقته وزمانه وقد قام بدور مهم وبارز في منطقة الخليج العربي في الربع الاول من القرن العشرين الميلادي، تميز الشيخ خزعل بن مرداو بين امراء العرب بثقافته العالية وحبه للعلم والادب والثقافة العامة حيث قصده العلماء والادباء والشعراء وجالسوه حتى سمي قصره بـ(سوق عكاظ). كان الشيخ خزعل بن مرداو (يرحمه الله تعالى) على علاقة قوية بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ومؤسسها والشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) امير دولة الكويت السابع (1915-1896م) كما كان على علاقة طيبة ووطيدة مع امراء البحرين والمنتفك. والجدير بالذكر ان قبيلة بني كعب التي ينتمي اليها المرحوم الشيخ خزعل بن مرداو لعبت دورا مهما ومتميزا في منطقة الاحواز (عربستان) في العصور المتأخرة وانجبت اسرا حاكمة في هذه المنطقة العربية توارثت الحكم فيها أبا عن جد وتركت لها بصمات واضحة في التاريخ والتراث، كان اخر هؤلاء الحكام هو الشيخ خزعل بن مرداو (يرحمه الله تعالى) حيث استتب لهم الامر والحكم، وكان أول أمير من هذه الاسرة هو ميرداو بن علي (1811-1782م) وكلمة (ميرداو) تعني (أمير الأرض) أو (أمير النور) والثاني هو يوسف بن مرداو (1819-1811م) وهو الذي بنى مدينة (المحمرة) عاصمة (الأحواز) على نهر (كارون) عام 1812م، والثالث هو جابر بن مرداو (1881-1819م) والرابع هو مزعل بن جابر بن مرداو (1897-1881م) والذي قتل على يد أحد حراسه، والخامس والأخير هو الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو (1925-1897م) الذي انتهى حكمه باحتلال بلده. كان هذا الأمير العربي يدير ويسيطر على المنطقة الممتدة من سواحل فارس الجنوبية الى حدود محافظة ميسان (العمارة) في جنوب الجمهورية العراقية وكان كالسيف في خاصرة الامبراطورية الايرانية التي حاولت مراراً احتلال هذه المنطقة العربية ، وكان شديد البأس قوي الشكيمة في ادارته لامارة الاحواز العربية بكل مدنها وقراها ومناطقها إلى ان احتلت هذه الإمارة العربية بأكملها من قبل امبراطور ايران الاسبق الشاه رضا بهلوي عام 1925م بتواطؤ بريطاني وفق المخطط الغربي الإيراني المرسوم باحتلال الأراضي العربية واضطهاد أهلها ومنح مقاطعاتها لإيران لكره الفرس الشيعة للعرب وللسنة وهم الأغلبية الساحقة لسكان تلك المنطقة .أما كيف كانت نهايته فإنها بدأت حينما عجز الشاه رضا من إخضاع منطقة عربستان لنفوذه فلجأ إلى الإنجليز ليعينوه على ذلك إلى جانب حسن نية الشيخ خزعل ببعض الفرس الشيعة الذين اندسوا بين جنوده حتى عرفوا مناطق القوة والضعف في جيش خزعل وانتهى الأمر بإلقاء القبض عليه من خلال كمين ناجح كان قد اعد له في سفينة بريطانية كانت راسية على شاطئ البحر حيث دعي الشيخ خزعل الى هناك لمناقشة عقد صلح بينه وبين الشاه الايراني المذكور، ولكن التواطؤ مكن لاعتقال هذا الامير العربي عندما هم بركوب هذه السفينة ومن ثم اقتيد اسيرا الى (طهران) العاصمة الايرانية حيث اغتيل في منفاه عام 1936م ليكون درساً لكل شيوخ المنطقة وأمرائها الذين للاسف لم يتعظوا من دروس الماضي ولازالوا يغطون في سباتهم ولايأخذون من الحيطة والحذر إلا أدنى مراتبها ولايرصدون عملاء إيران في بلدانهم ولايتابعون مواطنيهم من الشيعة الذين يأتمرون بأمر السفارات الإيرانية والذين تنطلي عليهم حيل وابتسامات الصفويين الصفراء حتى أحاط بهم أعداؤهم الصفويون إحاطة السوار بالمعصم بانتظار يوم شبيه بيوم خزعل . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد. المرسل :جبار الكعبي
هكذا قتلوا خزعل
سأحدثكم عن أمير عربي من امراء الجزيرة العربية والخليج العربي في نهاية القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين للميلاد،وهو امير ينحدر من سلالة امراء عرب حكموا امارة (الاحواز) العربية منذ زمن طويل، هذه الامارة التي تمتد مساحتها من شواطئ (فارس) الجنوبية الى محافظة ميسان (العمارة) في جنوب العراق، فالاحواز كانت امارة عربية يسكنها شعب عربي مسلم تعداده نحو سبعة ملايين نسمة. هذا الأمير كان آخر أمير عربي لهذا الشعب العربي ولهذه الامارة العربية هو المرحوم الشيخ خزعل بن الشيخ جابر بن مرداو بن كاسب الكعبي ،وسنسرد لكم جانباً من تاريخ حياته ليتبين لنا أن العربي حتى وإن غير أسلافه مذهبهم السني وتمذهبوا بالمذهب الشيعي الصفوي ، فإن ذلك لايعتق رقابهم من سيوف الصفويين الذين يكرهون العرب وإن كانوا شيعة ويكرهون السنة حتى وإن كانوا فرساً
في وقت كانت المناطق العربية المحتلة الآن من إيران مناطق مستقلة (عربستان) ،ولد الشيخ خزعل في مدينة (المحمرة) عاصمة امارة الاحواز العربية عام 1862م من اسرة عربية كريمة ومن قبيلة عربية محترمة لها مكانتها العالية بين القبائل العربية وهي قبيلة (بني كعب) . وقد حفظ الشيخ خزعل القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والقراءة والكتابة العربية واصول الدين الاسلامي والنحو والصرف ومعرفة انساب العرب القديمة والحديثة بشكل عام.ويعتبر خزعل بن مرداو (يرحمه الله) أحد أمراء العرب الكبار في الخليج العربي في القرن العشرين حزما وادارة، حكم امارة الاحواز من عام 1897م الى عام 1925م وهو الحاكم الخامس من آل الكعبي لامارة الاحواز العربية، استطاع (يرحمه الله) بحنكته الخاصة ان يصبح أميرا على امارة الاحواز العربية بعد مقتل اخيه الشيخ مزعل بن مرداو، كان المرحوم خزعل بن مرداو ابرز الشخصيات السياسية العربية واكبرهم سنا بين امراء العرب في وقته وزمانه وقد قام بدور مهم وبارز في منطقة الخليج العربي في الربع الاول من القرن العشرين الميلادي، تميز الشيخ خزعل بن مرداو بين امراء العرب بثقافته العالية وحبه للعلم والادب والثقافة العامة حيث قصده العلماء والادباء والشعراء وجالسوه حتى سمي قصره بـ(سوق عكاظ). كان الشيخ خزعل بن مرداو (يرحمه الله تعالى) على علاقة قوية بالملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ومؤسسها والشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) امير دولة الكويت السابع (1915-1896م) كما كان على علاقة طيبة ووطيدة مع امراء البحرين والمنتفك.
والجدير بالذكر ان قبيلة بني كعب التي ينتمي اليها المرحوم الشيخ خزعل بن مرداو لعبت دورا مهما ومتميزا في منطقة الاحواز (عربستان) في العصور المتأخرة وانجبت اسرا حاكمة في هذه المنطقة العربية توارثت الحكم فيها أبا عن جد وتركت لها بصمات واضحة في التاريخ والتراث، كان اخر هؤلاء الحكام هو الشيخ خزعل بن مرداو (يرحمه الله تعالى) حيث استتب لهم الامر والحكم، وكان أول أمير من هذه الاسرة هو ميرداو بن علي (1811-1782م) وكلمة (ميرداو) تعني (أمير الأرض) أو (أمير النور) والثاني هو يوسف بن مرداو (1819-1811م) وهو الذي بنى مدينة (المحمرة) عاصمة (الأحواز) على نهر (كارون) عام 1812م، والثالث هو جابر بن مرداو (1881-1819م) والرابع هو مزعل بن جابر بن مرداو (1897-1881م) والذي قتل على يد أحد حراسه، والخامس والأخير هو الشيخ خزعل بن جابر بن مرداو (1925-1897م) الذي انتهى حكمه باحتلال بلده.
كان هذا الأمير العربي يدير ويسيطر على المنطقة الممتدة من سواحل فارس الجنوبية الى حدود محافظة ميسان (العمارة) في جنوب الجمهورية العراقية وكان كالسيف في خاصرة الامبراطورية الايرانية التي حاولت مراراً احتلال هذه المنطقة العربية ، وكان شديد البأس قوي الشكيمة في ادارته لامارة الاحواز العربية بكل مدنها وقراها ومناطقها إلى ان احتلت هذه الإمارة العربية بأكملها من قبل امبراطور ايران الاسبق الشاه رضا بهلوي عام 1925م بتواطؤ بريطاني وفق المخطط الغربي الإيراني المرسوم باحتلال الأراضي العربية واضطهاد أهلها ومنح مقاطعاتها لإيران لكره الفرس الشيعة للعرب وللسنة وهم الأغلبية الساحقة لسكان تلك المنطقة .أما كيف كانت نهايته فإنها بدأت حينما عجز الشاه رضا من إخضاع منطقة عربستان لنفوذه فلجأ إلى الإنجليز ليعينوه على ذلك إلى جانب حسن نية الشيخ خزعل ببعض الفرس الشيعة الذين اندسوا بين جنوده حتى عرفوا مناطق القوة والضعف في جيش خزعل وانتهى الأمر بإلقاء القبض عليه من خلال كمين ناجح كان قد اعد له في سفينة بريطانية كانت راسية على شاطئ البحر حيث دعي الشيخ خزعل الى هناك لمناقشة عقد صلح بينه وبين الشاه الايراني المذكور، ولكن التواطؤ مكن لاعتقال هذا الامير العربي عندما هم بركوب هذه السفينة ومن ثم اقتيد اسيرا الى (طهران) العاصمة الايرانية حيث اغتيل في منفاه عام 1936م ليكون درساً لكل شيوخ المنطقة وأمرائها الذين للاسف لم يتعظوا من دروس الماضي ولازالوا يغطون في سباتهم ولايأخذون من الحيطة والحذر إلا أدنى مراتبها ولايرصدون عملاء إيران في بلدانهم ولايتابعون مواطنيهم من الشيعة الذين يأتمرون بأمر السفارات الإيرانية والذين تنطلي عليهم حيل وابتسامات الصفويين الصفراء حتى أحاط بهم أعداؤهم الصفويون إحاطة السوار بالمعصم بانتظار يوم شبيه بيوم خزعل . اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.